شهيد العرب
هواري بومدين
قال تعالي : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) .
في صبيحة يوم الأربعاء الموافق السابع والعشرون من ديسمبر لعام ألف وتسعمائة وثماني وسبعون للميلاد فجعت الأمة العربية برحيل فارسها الشهيد الرئيس هواري بومدين عن سنين عمر قليلة لا تتجاوز السادسة والأربعين ولكنها زاخرة بالمواقف والمبادئ مقترنة بصدق الأفعال يستحق فيها الرجل صفة النيل والشهامة تاركا خلفه تاريخاً شاهداً له بأنه رجل حرب وميدان لم يتقاعس عن دعم أي قضية عربية أو تحرريه عالمية عادلة .
حيث شيد دولة ذات سيادة بعد تحريرها من براتن المستعمر الفرنسي استطاعت أن تحترق بعزتها وكرامتها كل المحافل الدولية ويكفيه فخراً وعزتاً بأنه كان أول من تحدث باللغة العربية مخاطباً دول الاستكبار بشجاعة الفرسان والجرأة العربية التي كانت غائبة عن تلك المحافل ، وحيث أنه من ذلك الخطاب التاريخي تم اعتماد اللغة العربية إلى مجموع اللغات المتحدث بها في الأمم المتحدة .
إنه واضع أساس الجزائر الحديثة بعد تحررها وصاحب نهضتها حيث أتبع ثورة التحرير بثورة صناعية وثورة زراعية وثورة ثقافية، أنه صاحب الشخصية التي نذرت نفسها لخدمة الأمة قبل المصلحة واستطاعت أن تكسب قلوب الجماهير وعقولها باستعمالها أسلوب التأثير وليس الضغط على الأخر .
إنه صاحب المقولة الشهيرة والشعار الاستراتيجي للجزائر حتى يومنا هذا " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " .
إنه لم يخشى في الحق لومة لائم ولا سطوة ظالم ، حيث قال له كسنجر وزير خارجية أمريكا " سيادة الرئيس أمريكا تعرف أنك لا تخاف أمريكا" ، إنه رجل العزة والكرامة والشموخ والآباء التي تربى عليها في ربوع الجزائر ، حيث أتم حفظ القرآن الكريم في صباه وعلمه لابناء قريته وعلمهم اللغة العربية التي يعتز بها .
أما نحن كفلسطينيين فستبقى الأجيال المتوارثة تذكر لذلك الفارسي المقدام خطابه في قمة الرباط 1974 الذي أكد فيه على أن :
• لا وصاية على الفلسطينيين .
• لا تفاوض ، لا تطبيع ، ولا تعامل مع العدو .
ودعا إلى ضرورة رفع التحدي ومقاومة الاستعمار والامبريالية ، يذكرون لك أنه يعهدك الوضاء ، وبجهود رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد / عبد العزيز بوتفليقة تمكن الرئيس الشهيد ياسر عرفات من إلقاء خطابه الشهير في الأمم المتحدة عام 1976م إنه المحفز لإطلاق الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية ، حين خاطب الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مبنى وزارة الدفاع الجزائرية عام 1964 أذهب واطلق طلقة واحدة ثم عد إلى ، ففي حوار إجراء الشاعر الراحل محمود درويش مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الذكرى الخامسة عشر لانطلاق الثورة الفلسطينية تطرق الرئيس إلى أدق التفاصيل لانطلاق الثورة ، حيث أكد في حواره أن التأييد الأول الذي تحصلت عليه الثورة وهي في مهدها من الجزائر وأن أول مكتب فتح للثورة كان بالجزائر مكتب لقائد فرنسي من أصل يهودي كان يستعمل قبوه لتعذيب الجزائريين .
وأن جزائر بومدين لم تبخل يوماً على الثورة في أي طلب في كافة المجالات من دعم سياسياً أو لوجستياً فاتحتاً ذراعيها لاحتضان الثورة الفلسطينية .
سيدي الشهيد الرئيس هواري بومدين :
نم قرير العين يا صاحب مقولة " بناء دولة لا تزول بزوال الرجال " فا هي الجزائر شامخة عزيزة قوية بأيدي أمينة أيدي رفيق دربك وأمين أسرارك سائر على دربك مع فلسطين محافظة على عهدك لفلسطين والجزائريين متحدين خلف قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليفة لنشر الوئام في رحاب الجزائر الطاهر بعدما أنهكتها أيام سوداء غابت بلا رجعة إن شاء الله وعادت الجزائر لتلعب دوراً أساسياً ريادياً في جميع القضايا العربية والدولية .
فذكراك خالدة في وجداننا ووجدان كل أحرار العالم ، وستبقى ذكراك وفكر المنير نبراساً ينير للأجيال القادمة الطريق .
فرحمة الله عليك يا شهيد العرب
وحماك الله يا جزائر الشهداء
منقول
بقلم أ. إياد يوسف سلامة
فلسطين – غزة